responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن نویسنده : الهرري، محمد الأمين    جلد : 32  صفحه : 133
بتلك الصفات الجليلة التي ركب الإنسان عليها .. طغى وعلا، حتى قال: {أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى}، واعترض على الخالق عز وجل.
قال الشاعر:
إِذَا طَغَى الْعَقْلُ عَلَى رَبِّهِ ... فَإنَّمَا الْعَقْلُ هُوَ الْجَهْلُ
يَعْتَرِضُ الْعَقْلُ عَلَى صَانِعٍ ... مِنْ بَعْضِ مَصْنُوْعَاتِهِ الْعَقْلُ
إِنْ بَانَ فَضْلُ الْعَقْلِ في صُنْعِهِ ... فَصَانِعُ الْعَقْلِ لَهُ الْفَضْلُ
وحين علم الله سبحانه هذا من عبده وهو العلم بكل شيء، وقضاؤه صادر من عنده .. رده أسفل سافلين بأن جعله مملوءًا حَذرًا، مشحونًا نجاسة، وأخرجها على ظاهره إخراجًا منكرًا على وجه الاختيار تارة، وعلى وجه الغلبة أخرى، حتى إذا شاهد ذلك من أمره رجع إلى قدره، ذكره القرطبي في "تفسيره".
وذكر الطنطاوي في "تفسيره": {ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5)}: إما برده إلى أرذل العمر، فتنكَّس خَلْقه، وتقوس ظهره بعد اعتداله، وتبيض شعره بعد اسوداده، وتغير جلده بالانكماش، وسمعه وبصره بالضعف، ويمشي دلفًا وهو ضعيف القوة، خافت الصوت، إما بضعف قواه العقلية بالخرف وقت الهرم، وإما بأن نحول بينه وبين قلبه، فيعتقد اعتقادًا يضر في دنياه وآخرته، فندخله جهنم.
وخلاصة ما ذكر في الآية: أي ثم رددناه بعد ذلك الكمال الجسماني والعقلي أسفل من سفلوا بتشويه صورة من عقل من دخول جهنم ذليلًا. انتهى. قال في "عين المعاني" [1]: ولم تدخل لام الجنس في {سَافِلِينَ} كما ورد في مصحف عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -؛ لأنه عني أسفل الخرفين خاصة دون كل الناس من أهل الزمانة، وفي "كشف الأسرار": السافلون هم الضعفاء من المرضى والزمنى والأطفال، والشيخ الكبير أسفل من هؤلاء جميعًا. انتهى.

وقرأ الجمهور [2]: {أَسْفَلَ سَافِلِينَ} مُنَكَّرًا، وقرأ عبد الله: {أسفل السافلين} معَرَّفًا بالألف واللام،

6 - وقوله: {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا} إيمانًا صادقًا {وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} المأمور بها، والمأجور عليها، استثناء منقطع على المعنى الأول، فالمعنى: لكن

[1] روح البيان.
[2] البحر المحيط.
نام کتاب : تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن نویسنده : الهرري، محمد الأمين    جلد : 32  صفحه : 133
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست